تلسكوب ناسا يساعد في التعرف على بقايا مستعر أعظم نادر في مجرة درب التبانة

الجيريان اكسبرس: اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب شاندرا، المرصد التابع لناسا، لأول مرة دليلا على وجود مستعر أعظم من قزم أبيض نادر بالقرب من قلب مجرتنا درب التبانة.

وتأتي المستعرات الأعظمية بأشكال وأحجام مختلفة ولكنها تعد، على نطاق واسع، “أكبر الألعاب النارية” في الكون.

وصنف علماء الفلك في الأصل هذه المستعرات على أنها إما مستعر أعظم من النوع الأول أو مستعر أعظم من النوع الثاني، على الرغم من أننا نعلم اليوم أن هناك العديد من الأنواع التي لها مراوغات خاصة بها. وأحد هذه التصنيفات هو مستعر أعظم من النوع Ia، والذي ينشأ من قزم أبيض، النواة الساخنة لنجم تخلص من طبقاته الخارجية، حيث يتمزق بفعل تفاعل نووي حراري هارب ناتج عن اندماج النجم أو سحب الكثير من المواد من جاره.

وحتى وقت قريب، كان يُعتقد أنه تم العثور على بقايا انفجار من النوع Ia بالقرب من قلب مجرة ​​درب التبانة، وهو ثقب أسود هائل أطلق عليه منطقة الرامي أ* (Sagittarius A*).

وأطلق علماء الفلك على الجسم المكتشف بالقرب من منطقة الرامي أ* اسم منطقة “الرامي أ الشرق” (Sgr East A)

لكن البيانات من تلسكوب تشاندرا الفضائي (Chandra X-ray) التابع لناسا تحدت هذا التصنيف، وبدلا من ذلك أشارت إلى أن علماء الفلك عثروا على شيء أكثر ندرة.

وبدلا من أن يتمزق بواسطة تفاعل نووي حراري سريع، تم تدمير هذا القزم الأبيض بواسطة عملية غير معروفة.

ويعتقد علماء الفلك من الولايات المتحدة والصين وهولندا أنهم عثروا على دليل على وجود مستعر أعظم من النوع Iax.

ولا تؤدي هذه الأنواع دائما إلى موت النجم، ووفقا لدراسة أجراها معهد علوم تلسكوب الفضاء (STScI) عام 2014، فإنها قد تترك وراءها “نجما زومبيا”.

وتشير إحدى النظريات إلى أن المستعرات الأعظمية من النوع Iax ناتجة عن تفاعلات نووية حرارية تنتقل ببطء أكبر.

وبالتالي تكون الانفجارات الناتجة أضعف بكثير ويمكن أن تترك وراءها جزءا من النجم.

وفي المجرات الأخرى، هذه المستعرات الأعظمية تمثل ثلث المستعرات الأعظمية المتكررة من النوع Ia.

ويقول العلماء إن الشيء المذهل حقا في هذا الاكتشاف الجديد “هو أننا لم نر أبدا دليلا على وجود مثل هذا المستعر الأعظم في مجرتنا”.

وأوضح بينغ زو من جامعة نانجينغ: “بينما وجدنا المستعرات الأعظمية من النوع Iax في مجرات أخرى، لم نحدد دليلا على وجود أحدها في مجرة ​​درب التبانة حتى الآن. وهذا الاكتشاف مهم للتعرف على الطرق العديدة التي تنفجر بها الأقزام البيضاء”.

والموت المتفجر للأقزام البيضاء هو مصدر مهم للعناصر الثقيلة في جميع أنحاء الكون. وعندما تثور، تفرز الحديد والنيكل والكروم إلى الفضاء، ما يغذي الفضاء بشكل فعال بالعناصر التي تتشكل منها الكواكب والحياة.

ومثل الفرن النووي الهائل، النجوم هي المكان الوحيد الذي يمكن أن تتشكل فيه هذه العناصر.

وقال شينغ تشي ليونغ، المؤلف المشارك في الدراسة، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا: “تُظهر لنا هذه النتيجة أنواع وأسباب انفجارات الأقزام البيضاء، والطرق المختلفة التي تصنع بها هذه العناصر الأساسية. وإذا كنا على صواب بشأن هوية بقايا هذا المستعر الأعظم، فسيكون هذا أقرب مثال معروف إلى الأرض”.

وتمكن الفريق الذي استخدم بيانات شاندرا من تحديد الجسم على مدى 35 يوما من خلال الكشف عن إشارات الأشعة السينية غير العادية من هذه المنطقة من درب التبانة.

ويتم دعم النتائج من خلال عمليات محاكاة حاسوبية تتنبأ بقزم أبيض يمزقه تفاعل نووي حراري بطيء الحركة.

وقال جيوان لي من جامعة نانجينغ: “بقايا المستعر الأعظم موجودة في خلفية العديد من صور شاندرا للثقب الأسود الهائل لمجرتنا التي تم التقاطها على مدار العشرين عاما الماضية. وربما قد نكون توصلنا أخيرا إلى ماهية هذا الكائن وكيف أصبح”.

المصدر: إكسبريس

 Algerian Express / الجزائر/ اخبار الجزائر / امريكا / اخبار امريكا

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: