ماذا بعد حقائق ونوغي ؟!

بقلم : الكاتب الصحفي؛ عبد الله نادور

ما كشف عنه المدير العام للوكالة الوطنية للنشر والإشهار، لا يعد اختراعا ولا اكتشافا للعجلة؛ بالنسبة للزملاء في مهنة المتاعب؛ ربما شكلت هذه التصريحات مفاجأة بالنسبة للمواطن البسيط.

ولكن السؤال الذي تبادر إلى ذهني هو ماذا بعد حقائق ونوغي!؟؛ هل سيتم الاكتفاء بهذا الأمر أم يمكن للسلطات المختصة الذهاب ابعد من الكشف عن من استفاد واغترف من أموال الإشهار العمومي!؟.

من وجهة نظري؛ يجب الذهاب بعيدا في هذه القضية؛ حيث ان هناك بعض الوزارات والمؤسسات هي الأخرى معنية بكشف بعض الحقائق للرأي العام، حول وضعية الصحافة والصحافيين في الجزائر، من خلال الإجابة وبالأرقام عن بعض التساؤلات، مع إحالة كل من ثبت الجرم في حقه على العدالة الجزائرية لتأخذ مجراها.

ومن بين هذه التساؤلات؛ كم هي ديون المؤسسات الإعلامية تجاه صناديق الضمان الاجتماعي، وأيضا تكشف لنا عن معدل الأجور المصرح بها بالنسبة للصحفيين، كم عدد الذين يتم تأمينهم كصحافيين لنكتشف حقيقة بطاقات الصحفي المحترف التي تم توزيعها، ولما لا الكشف عن الأسماء.. وهنا قد تكون المفاجأة بالنسبة للكثيرين لما نجد عائلات بأكملها مؤمنة على أنهم صحافيين.
على المعنيين أن يكشفوا لنا كم هي ديون المؤسسات الإعلامية تجاه الضرائب، كم هي ديون المؤسسات الإعلامية تجاه المطابع. كم عدد النزاعات القضائية بين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، كم مرة تدخلت مفتشيات العمل لحل النزاعات بين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية!؟، وعلى مفتشيات العمل ان تجيبنا عن العقود المبرمة بين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية (إن كامت موجودة أصلا) هل هي مطابقة للتشريعات، كم هي عدد القضايا التي ربحها الصحافيون!؟.

أما بخصوص، القنوات الورقية، كما يسميها أستاذي إبراهيم قارعلي، فالأمر جلل، كيف تتمكن هذه القنوات الورقية من دفع مستحقات الساتل (الشهرية) بالعملة الصعبة، كيف كان يتم تهريب هذه المستحقات، من هم الوسطات، ماهي علاقة سوق السكوار في كل هذا. وأيضا كيف تقوم القنوات الورقية الأجنبية بدفع الضرائب والرسوم على التراب الوطني؛ كيف تقوم بتصريح عمالها ودفع مختلف الاشتراكات..

اعتقد أن الفرصة مواتية لإحداث إصلاح وتغيير حقيقي في المنظومة الإعلامية، من خلال تحرير قطاع الإشهار، والاعتماد على المعايير الاقتصادية، مع ضرورة تطبيق قانون الإعلام الحالي، بفرض المادة 78 التي تنص (يمكن الصحفيين المحترفين إنشاء شركات محررين تساهم في رأسمال المؤسسة الصحفية التي تشغلهم، ويشاركون في تسييرها). ويكون بذلك الجيل الجديد والشاب أمام فرصة لإعادة تشكيل الساحة الإعلامية مثل ما كان عليه الأمر خلال تسعينيات القرن الماضي.

ملاحظة: هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الجيريان إكسبرس

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: