رسائل نصية تكشف تفاصيل خطيرة شقيق بوتفليقة ولوح وحداد

كشفت يومية “الخبر”، تفاصيلة خطيرة تضمنتها فحوى رسائل نصية، تبادلها مستشار الرئيس السابق وشقيقه “السعيد بوتفليقة” ووزير العدل “الطيب لوح” و رجل الأعمال “علي حداد”، تظهر التنسيق المحكم بينهم في سياق التأثير على مجرى العدالة، وحجم الفساد المتعدد الأبعاد الذي نخر مؤسسات الدولة خلال ولايتهم.

ويؤكد المقال الذي وقعه الصحفي محمد سيدمو أن التحقيقات أماطت اللثام عن أسرار مثيرة، أبانت الكيفية التي كان يتصرف بها “كبار القوم” في جهاز العدالة، تتعلق بتدخل رئيس منتدى رؤساء المؤسسات السابق علي حداد، تارة لحل مشاكله الشخصية وأخرى لحساب معارفه وأصدقائه، وكذا السعيد بوتفليقة الذي ثبت تدخله 3 مرات لدى الطيب لوح في قضايا كانت معروضة أمام العدالة.

وتتصل القضية الأولى، بنزاع سبق ظهوره إلى الإعلام حول علامة قناة “بور تي في” بين كتان ناصر ورضا محيقني في القسم التجاري لدى محكمة “سيدي امحمد”، وأسفر فيها التحقيق إلى الإطلاع على رسائل نصية تثبت تدخل حداد لصالح كتان ناصر الذي يقول إن العلامة ملكه في فرنسا وتم الاستيلاء عليها، وذلك بعد أن تواصلت مستشارة قانونية تعمل لدى حداد، تعلمه أن القضية تستوجب تدخلا من الأعلى، ليحول حداد هذه الرسالة إلى السعيد ليقوم هو بدوره بإرسالها إلى الطيب لوح بتاريخ 19 ديسمبر 2018، ليتبين تبعا لذلك أن نتائج المحاكمة جاءت إيجابية وفقا لأهواء حداد.

أما القضية الثانية، تتعلق بتوجيه الطيب لوح رسائل نصية إلى السعيد بوتفليقة ذكر في إحداها اسم مسؤول في سلك القضاء كان يحتاج تكفلا طبيا، وفي أخرى رقم هاتف المفتش العام بوزارته بن هاشم الطيب وذلك لاستعماله في الضغط على القضاة لفائدة علي حداد في قضية نزاعه مع سعيد عليق حول استغلال شعار فريق “اتحاد العاصمة”، علاوة على عن المراسلات التي جمعت الوزير مع المستشار في قضية وزير الطاقة السابق “شكيب خليل” وأفراد عائلته، والتي تناولها ذات المصدر في وقت سابق.

وبخصوص قضية السعيد بوتفليقة، صرح المتهم ذاته في إطار حديثه عن الرسالة الموجهة إلى لوح المتعلقة بأحد أصدقائه، أنه إلتقى شخص مقيم في فرنسا كان في عطلة بالجزائر، فأخبره عن أن شقيقه يوجد رهن الحبس في قضية نفقة وأن هذه النفقة تم تسديدها، ليعمد وفق روايته إلى إرسال رسالة نصية للطيب لوح حول وضعية هذا المحبوس، لأنه تكهن بأن وضعيته ليست خطيرة، وعلم بعد ذلك أنه تم إطلاق سراحه بعد 10 أيام، على حد زعمه.

واعتبرت النيابة هذا التصرف الذي اتخذه علي حداد عن طريق سعيد بوتفليقة للتدخل لدى المتهم الطيب لوح وزير العدل آنذاك لصالح مؤسسة “بور تي في”، قرينة من شأنها توطيد الاتهام عن جرم المشاركة في سوء استغلال الوظيفة والتحريض على التحيز، بالنسبة للمتهمين علي حداد وسعيد بوتفيلقة وسوء استغلال الوظيفة للمتهم الطيب لوح، على الرغم من إنكار الأخير تلقيه تلك الرسائل النصية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق