الضباع تلتهم الموتى غير المدفونين في الحرب الإثيوبية
ذكرت صحيفة تايمز (The Times) أن الضباع تنبش في الجثث الملقاة في شوارع أقدس مدينة في إثيوبيا بعد أن أطلقت القوات الحكومية النار على المصلين الباحثين عن ملجأ في كنيسة، وفقا لأحد تقارير الشهود الأولى التي تبرز من الصراع المدني في البلاد.
ووصف شماس، طالبا عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، المساعدة في إحصاء المئات من الرفات المتناثرة وتنظيم الدفن الجماعي بعد المذبحة في كنيسة القديسة مريم في صهيون، الموقع الأكثر تبجيلا في أكسوم وبالقرب منها.
وقال للصحفيين إن الجنود اقتحموا المجمع وأخرجوا المصلين وأطلقوا النار على كل من حاول الهرب. وذكر أن المسؤولين عن الهجوم جنود من إريتريا المجاورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة تيغراي الواقعة شمال إثيوبيا عزلت عن العالم منذ نشر آبي أحمد رئيس الوزراء، والحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، قوات حكومية ضد قيادتها المنشقة أوائل نوفمبر/تشرين الثاني. وأضافت أنه نفى مرارا وتكرارا وجود قوات أجنبية في البلاد أو أنها تستخدم ضد مواطنيه.
وألمحت تايمز إلى أن تقرير الشماس، عن مقتل ما يصل إلى 800 شخص في عطلة نهاية أسبوع، هو الأبشع حتى الآن.
وأضافت أن المئات من السكان المحليين وغيرهم ممن فروا من القتال خارج المدينة كانوا مذعورين داخل الكنيسة. وكان الشماس من بين أولئك الذين تمكنوا من الفرار مع كاهن، واصفا تعثره في الجثث بالشارع أثناء بحثهم عن مكان للاختباء قائلا “كنا نسمع إطلاق النار في كل مكان”.
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد نفى مرارا وجود قوات أجنبية أو أنها تستخدم ضد مواطنيه (رويترز)
وأكد شهود آخرون في أكسوم رواية الشماس. وشاهد غيتو ماك، محاضر جامعي كان يزور المدينة، إراقة الدماء من غرفته في الفندق.
وقال “بدؤوا يقتلون الناس الذين كان يخرجون من الكنيسة إلى منازلهم أو من منزل إلى آخر، لمجرد أنهم كانوا في الشارع. وفي كل زاوية تقريبا كان هناك جثة. والناس كانوا يصرخون في كل منزل”. وذكر أن إطلاق النار توقف أخيرا لكن العائلات أمرت بعدم لمس أحبائها.
وأضاف ماك “رأيت حصانا وعربة تحمل نحو 20 جثة إلى الكنيسة، لكن الجنود الإريتريين أوقفوهم وطلبوا من الناس رميها في الشارع”.
وقال شهود آخرون إن رائحة الموت ملأت المدينة، فكانت الضباع تأتي من التلال القريبة مع كل غسق لتلتهم الجثث.
اعلان
ويوصف الوضع بالمناطق الريفية خارج أكسوم -حسب الشماس- بأنه “أسوأ بكثير” مقدرا مقتل الآلاف بالمنطقة على يد الإريتريين أثناء مطاردتهم لمقاتلي المليشيات.
وأضاف “عندما يقاتلون ويخسرون ينتقمون من المزارعين ويقتلون كل من يصادفونه. وهذا ما رأيناه الأشهر الثلاثة الماضية