أطباء في معركة مزدوجة بأميركا.. “كورونا” والتمييز العنصري
الجيريان اكسبرس: يرزح عاملو قطاع الصحة في الولايات المتحدة، تحت ضغط رهيب، منذ أشهر، من جراء العدد القياسي للمصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، لكن الأطباء والممرضين الآسيويين يشكون مشكلة أخرى وهي التمييز العنصري، بسبب أصولهم، لأن العدوى ظهرت في الصين، أواخر العام الماضي.
وكتبت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن الأطباء والممرضين الصينيين يعانون على صعيدين في هذه الفترة؛ فهم يعملون بشكل دؤوب لعلاج المصابين، فيما يتحملون اللمز والمواقف العنصرية بسبب الأصول.
وتحكي الطبيبة المختصة في التخدير بمستشفى ماساشوستس العام، ليوسي لي، وهي أميركية من أصل صيني، عن موقف “صعب” و”مهين” تعرضت له على مقربة من محطة المترو.
وتقول ليوسي لي، إن رجلا أميركيا اقترب منها وسألها بشكل “فظ”، “لماذا يقوم الصينيين بقتلنا”، ثم أطلق كلمات أخرى بذيئة تجاه مواطني البلد الآسيوي “لماذا تفعلون هذا؟”.
وأكدت الطبيبة أنها شعرت بمزيج من الحزن والغضب، إثر التعرض لهذا السلوك العنصري، لاسيما أنها تقضي النهار بأكمله وهي تساعد المصابين بفيروس كورونا.
وأردفت أنها تضع صحتها الشخصية موضع خطر، وفي نهاية المطاف، “يجري ذمي والإساءة إلي، فقط بسبب المظهر الذي أبدو عليه”، في إشارة إلى ملامحها الآسيوية.
وأوضحت الطبيبة التي تبلغ 28 عاما من العمر، أنها تحاول ألا تفكر في هذه الإساءات وهي تؤدي عملها، لكن الأمر يخطر دائما في بالها.
ولا تشكل هذه الطبيبة حالة معزولة، لأن أطباء آخرين من ذوي الأصل الآسيوي في الولايات المتحدة أبلغوا عن التعرض لحوادث عنصرية متزايدة، خلال الأشهر الأخيرة.
وأوردت الصحيفة أن ذوي الأصول الآسيوية لا يشكلون سوى 6 في المئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة، لكنهم يمثلون 18 في المئة من الأطباء و10 في المئة من طاقم التمريض في البلاد.
ولا تقف حوادث العنصرية في الخارج، بل يرفض بعض المصابين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة أن يعالجهم أطباء وممرضون من ذوي الأصل الآسيوي.
وفي وقت سابق، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة (إف بي آي)، من تزايد جرائم الكراهية ضد الآسيويين في ظل ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن الوباء وقيام عدة ولايات بتخفيف قيود الإغلاق.