الذهب يحافظ على بريقه في 2021.. وتوقعات بأسعار قياسية
خلال عام 2020، حققت أسعار الذهب طفرة كبيرة، مدفوعة بالتطورات التي شهدها العالم أثناء ذلك العام ولا سيما جائحة كورونا، فما هي التوقعات للعام الجديد 2021؟.
دفع الوباء التوجهات الاستثمارية نحو الذهب، هربا من اضطرابات أسواق المال وأسعار العملات وتراجع أسعار الفائدة، مما عزز لمعان المعدن الأصفر كاستثمار آمن على المديين المتوسط والطويل.
وفي عام 2021، يتوقع متخصصون استمرار بريق المعدن الأصفر، مع فترات جني أرباح للاستفادة من الصعود القياسي الذي حققه في العام الماضي.
ويرهنون في الوقت ذاته مستوى الارتفاع بمدى التقدم المُحرز على صعيد جهود مواجهة فيروس كورونا حول العالم، لا سيما اللقاحات.
ويُنظر للذهب على أنه الملاذ الآمن وقت الأزمات، وهو ما تحقق بوضوح خلال العام 2020 في ظل حالة عدم اليقين التي اعترت الاقتصاد العالمي ضمن تداعيات فيروس كورونا، وهي الحالة يتوقع أن تستمر بوتيرة مختلفة خلال العام الجديد وربما تمتد حتى أعوام مقبلة.
وفي أغسطس 2020، وصل الذهب إلى أعلى سعر في تاريخه بواقع 2065 دولارا للأونصة الواحدة، قبل أن يتراجع السعر لاحقا بفعل أخبار اللقاحات.
استثمار آمن
ويقول رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات في مصر، رفيق عباس، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لا شك أن الذهب بشكل عام، وبصرف النظر عن الظروف الصحية والاقتصادية والسياسية المختلفة، هو الوسيلة الآمنة للاستثمار في كل وقت”.
وأضاف: “في الفترات التي تشهد تطورات سياسية كبرى أو تطورات بالاقتصاد العالمي تكون هناك ارتفاعات أكبر بالأسعار على مستوى العالم، كما يحدث الآن”.
ويشير في الوقت ذاته إلى أن “هناك ارتفاعات سنوية معهودة في الغالب بأسعار الذهب، وهناك ارتفاعات أخرى تحدث عندما تكون هناك أحداث مرتبطة بالاقتصاد العالمي أو تطورات سياسية بعينها (..) الارتفاعات الطبيعية معهودة ويمكن توقع نسبتها كل عام، بينما لا يمكن التنبؤ بتلك الناتجة عن التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية ومستوى ارتفاع الأسعار الناجم عنها”.
ويلفت عباس إلى أنه “في فترات اضطرابات الأسواق العالمية، مثل الفترة الحالية بسبب تداعيات جائحة كورونا، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، مع بيع السندات والأسهم، وعندما تستقر الأمور يبيعون الذهب، وتعود أسعار الذهب إلى مسارها الطبيعي وارتفاعاتها الطبيعية، فبزوال الأسباب المؤدية لطفرات سعرية تنتهي تلك الطفرات وتعود الأسعار لمسارها المعهود”.
ويؤكد ذلك الرأي حركة أسعار الذهب خلال 2020، مع تفاقم المخاوف جراء جائحة كورونا، التي ضربت تداعياتها الأسواق العالمية.
وحقق الذهب مستويات قياسية تاريخية خلال العام المنصرم، فقد كانت بدايته عند متوسط 1514 دولارا للأونصة، حتى بلغ في شهر أغسطس الماضي مستوى 2065 دولارا للأونصة متراجعا بنحو ثمانية بالمئة، في خط متواز مع تراجع الأسواق وأسعار العملات الأجنبية. إلا أن الأسعار عاودت التراجع نسبيا مع بدء الحديث عن لقاحات فيروس كورونا بنهاية العام، حتى وصلت في ديسمبر لمتوسط 1820 دولارا، ثم عادت للارتفاع مجددا مع بداية العام الجديد.
جائحة كورونا
ويرهن مستشار وزير التموين للذهب وعضو شعبة المعادن الثمينة بالقاهرة، ناجي فرج، استمرار المستويات القياسية التي تختبرها أسعار الذهب عالمياً، بجائحة كورونا،
وأشار إلى أنه مع استمرار الجائحة وفي ظل تأثر اقتصادات العالم أجمع بها وبتداعياتها الشديدة على المستوى الاقتصادي بشكل خاص، فإن الذهب يظل هو الخيار الأمثل والآمن للاستثمار.
ولفت فرج في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية، إلى توقعات مؤسسات اقتصادية عالمية لوصول الذهب إلى مستوى 2300 دولار للوقية خلال العام 2021،
وتقدر مؤسسات اقتصادية دولية أن تستمر تأثيرات جائحة كورونا لمدة من عامين إلى ثلاثة أعوام على أداء الاقتصاد العالمي، وبالتالي من المتوقع تواصل مستويات الارتفاع بالنسبة لسعر الذهب.
وربط الخبير المصري حدوث موجة تراجع حقيقية في أسعار الذهب بالتوصل إلى علاج العوامل التي أدت إلى ارتفاعه بشكل غير مسبوق، وعلى رأس تلك العوامل فيروس كورونا وتداعياته، وحتى يحدث ذلك “فلا يوجد سقف معين للارتفاع يمكن توقعه”.
وفيما وصل الذهب لأعلى مستوياته في 2020، تتوقع بنوك استثمارية مواصلة تلك الارتفاعات.
وترى “غولدمان ساكس” و”كوميرز بنك” و”سي آي بي سي”، أن سعر الذهب يستهدف 2300 دولار للأوقية.
مزيد من الصعود
ويلفت رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالغرفة التجارية بالقاهرة، وصفي أمين، أيضا أن الذهب مرشح لمزيد من الارتفاعات المنطقية في العام الجديد، سواء لجهة الارتفاعات المعتادة خلال الأعوام الماضية، وحتى الارتفاعات الناجمة عن مردود التطورات السياسية والاقتصادية جراء أزمة “كوفيد-19”.
ويضيف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن نسبة الارتفاع بلغت في بعض الأحيان في العام 2020 نحو 26 بالمئة في ذروة تفشي فيروس كورونا، مما شكل فرصة استثمارية آمنة.
ولفت إلى أنه لا يوجد استثمار يحقق تلك العوائد السريعة بهذه النسبة، ومن ثم يُنظر للذهب على أنه وسيلة الاستثمار الآمنة بشكل كبير في ظل الجائحة.
ويتابع أمين: “طالما أنه لم تنته أي من الأسباب التي أدت إلى تلك الارتفاعات غير المسبوقة، فإن أسعار الذهب لن تستقر عند مستوى بعينه”.
وخلال الأسبوع الأول من العام 2021 حقق الذهب مستويات قياسية جديدة، مستقراً عند أعلى مستوياته في شهرين، مدفوعاً بتراجع الدولار، وصولاً إلى مستوى الـ 1959.01، لكنه شهد أداءً متأرجحاً بنهاية الأسبوع، مدفوعاً بالتطورات السياسية في الولايات المتحدة الأميركية.
جني أرباح
ويشير سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، نادي نجيب، إلى أن أسعار الذهب على مستوى الاستثمار متوسط وطويل الأجل عادة ما تكون في صعود، حتى لو حدثت بعض التراجعات مرتبطة ببعض الظروف، فإنه سرعان ما يعاود مستوياته من جديد، كوسيلة استثمار آمنة يلجأ إليها المستثمرون، ولا سيما في وقت الأزمات.
ويلفت في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعات غير مسبوقة لسعر الأوقية، لكنه توقع في الوقت ذاته حدوث عمليات “جني أرباح” بعد وصول ملامسة سعر الأوقية الواحدة مستوى الـ 1955 دولاراً في ظل تراجع سعر الدولار، كمحاولة من المستثمرين الذين اشتروا الذهب عند مستويات أقل العام الماضي، ابتداءً من 1880 جنيه للاستفادة من زيادة الأسعار، وتحقيق مكاسب.