زجاجات ذكية لتعقب التلوث عبر الأقمار الاصطناعية

تربط الأنهار معظم سطح الأرض بالبيئة البحرية، وبالتالي تلعب دورا مهما في حركة النفايات البلاستيكية.

ويكون السؤال هو: إلى أي مدى يمكن أن تنتقل هذه النفايات؟ وما مدى وفرتها وتوزيعها ومصادرها؟.

الإجابة على هذه الأسئلة كانت محورا لابتكار جديد أنجزه فريق بحثي مشترك من جامعة إكستر البريطانية وجمعية علم الحيوان في لندن، وتم الإعلان عنه في 3 ديسمبر/ كانون الأول بدورية “بلوس وان”.

وتعتمد الطريقة الجديدة على استخدام زجاجات مزوده بأجهزة تعقب “جي بي إس” وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، بما يساعد في تتبع حركة كل زجاجة عبر الممرات المائية الحضرية حيث تتوفر شبكات الهاتف المحمول، والتحول إلى الاتصال بالأقمار الاصطناعية بمجرد وصول الزجاجات إلى المحيط المفتوح.

وخلال الدراسة تم وضع هذه الزجاجات الرقمية في نهر الغانج، أكبر أنهار الهند، وخليج البنغال، الذي يشكل الجزء الشمالي الشرقي من المحيط الهندي، ثم تمت مراقبتها لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن ينتقل التلوث البلاستيكي وسرعته.

واستخدمت 25 زجاجة بحجم 500 مل، وتم إعدادها بنفس الحجم والشكل بهدف محاكاة حركة أي زجاجة بلاستيكية، وكانت أقصى مسافة تم تعقبها 2845 كيلومترا (1768 ميلاً) في 94 يوما.

وبشكل عام، كشفت البيانات القادمة من أجهزة الرصد داخل الزجاجات أن الحركة في نهر الغانج تتم على مراحل، وكانت تعلق أحيانا في طريقها إلى مجرى النهر.

وغطت الزجاجات في الخليج مسافات أكبر بكثير، متبعة التيارات الساحلية في البداية ثم تشتت على نطاق أوسع.

وتقول الدكتورة إميلي دنكان، من مركز البيئة والحفظ بجامعة إكستر، في تقرير نشره الموقع الالكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: “تُظهر البيانات القادمة من الزجاجات إلى أي مدى يمكن أن ينتقل التلوث البلاستيكي وسرعته، وتوضح أن قضية التلوث البلاستيكي قضية عالمية، حيث يمكن أن تنجرف قطعة من البلاستيك في نهر أو محيط لتصل إلى الجانب الآخر من العالم”.

من جانبه، يشيد الدكتور محمد علام، أستاذ العلوم البيئية بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، بهذه الفكرة، واصفا إياها بأنها “آلية عبقرية” يمكن أن تغذي النماذج العالمية بالبيانات، لتعطي صورة أوضح عن رحلة التلوث البلاستيكي في الأنظمة المائية.

ويقول لـ”العين الإخبارية”: “النتائج التي يمكن أن تخبرنا بها هذه التكنولوجيا الجديدة، تساعد بشكل كبير في اكتساب المعرفة، كما يمكن أن تكون أداة قوية لتحفيز تغيير السلوك الاجتماعي نحو الحفاظ على البيئة من التلوث”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق