“غادرنا إيدير، ذهب على رؤوس أصابعه، العندليب يحلق عاليا”..هكذا ودع شخصيات الثقافة ومستخدمو الأنترنت فقيد الجزائر إيدير
ألجيريان إكسبرس: بعد رحيل أيقونة الأغنية القبائلية إيدير تتواصل ردود الأفعال في الأوساط الثقافية والفنية وبالإضافة إلى مستعملي الانترنت الذين تأسفوا لـ “خسارة مغني شكل جزءا من كل العائلات الجزائرية” و”أطرب أجيالا” من المحبين العاشقين.
وفي تكريم جميل تحت عنوان “العندليب يحلق عاليا” أبدع ياسمينة خضرة في إحيائه لذكرى إيدير قائلا “غادرنا إيدير، ذهب على رؤوس أصابعه (…) انطفأ مثل أغنية صيفية (…) مثلما تصمت الأساطير في الجزائر، بلده، قلقه، وإزعاجاته المتكررة ..”.
ومذكرا بلقاءاته العديدة معه يضيف خضرة “.. مثل التروبادور، المغني الجوال يشق طريقه بحثا عن صوته. ستفتقده كثيرًا أفراحنا المختلطة مع الأيام بأحزاننا وخيباتنا، لكن غيابه سيكون بالنسبة لنا، نحن الجزائريين، ومعجبيه في كل مكان في العالم، لحظة رائعة للتأمل ..”.
وأما فنان الكاريكاتير هشام بابا أحمد المدعو “لو هيك” فقد حيا روح الفنان من خلال رسم منصة فارغة متأثثة بقبعة إيدير وقيتارته ونظارته مكتوب عليها “إيدير 1949- 2020”.
وحيا الروائي والأكاديمي أمين الزاوي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” ذاكرة الفنان واصفا إياه بـ “مبعوث الحرية والإنساني الكبير” مضيفا أن الفنانين “من طينة إيدير “لا يموتون أبدا ولكنهم في ترحال كالعصافير الأسطورية”.
وأبدى من جهته الموسيقي والمنتج والموزع الموسيقي صافي بوتلة تأثره الكبير لفقدان هذا “الصديق” معتبرا إياه “خسارة كبيرة لبلدنا ولعالم الفن” في حين حيا الموسيقي والملحن حسين بوكلة المعروف بالشيخ سيدي بيمول ذاكرة في إيدير معتبرا إياه “منارة ثقافتنا والنور الذي يرشد الفنانين”.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر رحيل إيدير المحزن من خلال تقاسم الصور القديمة و”السلفي” ومختلف الذكريات مع الفنان وكذا الرجوع إلى أشهر أعماله وتلك التي تعاون فيها مع مغنيين دوليين وكذا لقاءاته مع الشخصيات السياسية وتلك التي من عالم الفن والثقافة.
–خالد مثل موسيقاه–
في إطار تكريم الفنان الراحل إيدير تم تشارك عدة فيديوهات وأغاني له من طرف الآلاف من المعجبين مؤكدين على شعبيته ومكانته الوطنية كفنان كبير.
مغنيون وموسيقيون، هواة ومحترفون، تشاركوا أيضا أغاني وألحان إيدير وكذا التهويدات التي “غنتها الأمهات وأعطاها هو لمسة عصرية سمحت بحفظها من النسيان” حسب شهاداتهم.
وكتب أحد المعجبين في صفحته على الفايسبوك “من خلال أغانيك أطربت طفولتنا وقويت منفانا وأثريت تراثنا الموسيقي الجزائري” بينما فضل آخرون التأكيد على أن إيدير “سيبقى خالدا كموسيقاه”.
وفي رسائلهم الكثيرة المعزية حيا محبو إيدير عمل الفنان الذي كان “سفيرا للأغنية القبائلية والثقافة الجزائرية وأيضا الأمازيغية” والذي ساهم في “ترقية هذه الأخيرة طيلة مشواره الفني.
وساهم إيدير أيضا وبشكل كبير في “إدخال الثقافة الجزائرية إلى الساحة الفنية الدولية من خلال تعاونه مع أسماء كبيرة في الأغنية الجزائرية والفرنسية” حسبما كتب معجبوه في الشبكة.
وتوفي إيدير -واسمه الحقيقي حميد شريت- ليلة أمس السبت إلى الأحد بأحد مشافي العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز 71 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.