الحياة الغريبة قد تكون مخفية تحت سطح الكوكب الأحمر بفضل التفاعلات المنتجة للانهيارات المريخية

كشفت دراسة جديدة أن الانهيارات على سطح المريخ خلال أشهر الصيف قد تكون ناجمة عن الأملاح الجوفية وذوبان الجليد.

وباستخدام عينات تربة مقلدة من المريخ، أعاد باحثو معهد SETI في الولايات المتحدة إنشاء انهيارات أرضية على المريخ على نطاق مصغر في المختبر.

وتمت إذابة العينات المجمدة والمملحة والمحملة بالكلور تحت درجات حرارة مخصصة لتكرار صيف المريخ، ما أدى إلى الحصول على ماء سائل وطين.

وعلى كوكب المريخ، ذوبان الجليد في الثرى، الغطاء المترب من الرواسب على سطح الكوكب، يرجع إلى التفاعلات بين أملاح الكلور والكبريتات. ويؤدي هذا إلى حدوث خلل غير مستقر يشبه السائل يؤدي إلى حفر المجاري وانهيار الأرض، ما يترك خطوطا داكنة ملحوظة، كما هو ملاحظ من قبل ناسا.

وتشير الدراسة إلى أن المريخ لديه “بيئة ديناميكية ونشطة” لا تزال تتطور، والتي لها آثار على الاستكشاف البشري في المستقبل للكوكب الأحمر، كما يقول الخبراء.

وقالت مؤلفة الدراسة وكبيرة الباحثين في معهد SETI، الدكتورة جانيس بيشوب: “أنا متحمس بشأن احتمال وجود مياه سائلة دقيقة الحجم على المريخ في البيئات القريبة من السطح حيث يوجد الجليد والأملاح. وهذا يمكن أن يحدث ثورة في منظورنا حول القابلية للسكن تحت سطح المريخ اليوم”.

وناقش الجيولوجيون السلوك الغريب للانهيارات الأرضية المريخية منذ التعرف عليها لأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن.

ويمكنها التحرك بسرعات تصل إلى 360 كيلومترا في الساعة (حوالي 220 ميلًا في الساعة) فوق الأسطح المستوية.

واقترحت النظريات السابقة أن تدفق الحطام السائل أو المواد الحبيبية الجافة هو سبب هذه الانهيارات الأرضية.

لكن لا يمكن لأي من هاتين النظريتين تفسير خصائص التدفق الموسمية للمريخ والمعروفة باسم خط المنحدر المتكرر (RSL)، وهي خطوط داكنة موسمية على المريخ تمتد تدريجيا إلى أسفل التل في المواسم الدافئة، ثم تتلاشى في الشتاء وتعاود الظهور في العام التالي.

وقال الدكتور بيشوب لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية: “يمكن أن تشمل الانهيارات الأرضية المريخية خط المنحدر المتكرر وغيرها من الحطام المنزلق، لكن خط المنحدر المتكرر هو أفضل النسخ الموثقة لهذه الميزات”.

وتم تحديد عدة آلاف من خطوط المنحدر المتكرر في أكثر من 50 منطقة منحدرات صخرية، من خط الاستواء إلى منتصف الطريق تقريبا إلى القطبين.

وعلى الأرض، من المعروف أن المياه المتسربة فقط لها هذه السلوكيات، ولكن كيف تتشكل في بيئة المريخ الجافة ما يزال الأمر غير واضح.

وقال كولين دونداس من مركز علوم الجيولوجيا الفلكية التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي: “لقد فكرنا في خط المنحدر المتكرر على أنه تدفقات محتملة للمياه السائلة، لكن المنحدرات تشبه إلى حد كبير ما نتوقعه بالنسبة للرمل الجاف”.

وغالبا ما يتم تفسير بعض خطوط المنحدر المتكرر التي لوحظت بالقرب من خط الاستواء المريخي على أنها مرتبطة بميزات أكبر تسمى الأخاديد، والتي تشبه الوديان على الأرض.

وقدمت صور من مركبة استكشاف المريخ المدارية (MRO) التابعة لناسا صورا لخطوط المنحدر المتكرر الموجودة على المنحدرات التي تواجه الشمس، حيث تستمر في الظهور ويمكن أن تتوسع بمرور الوقت.

واقترحت الدراسات السابقة ارتباط خطوط المنحدر المتكرر بأملاح الكلور ولاحظت حدوثها في النتوءات حيث توجد مستويات عالية من الكبريتات.

المصدر: ديلي ميل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق