اليوم العالمي لمكافحة الفساد.. لنشر الوعي بهذا الداء
يُعد الفساد من أكثر الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تعقيداً والتي أثرت على جميع دول العالم، حيث يقوض الفساد المؤسسات الديمقراطية ويبطئ التنمية الاقتصادية ويسهم في عدم استقرار الحكومة.. نحتفل باليوم الدولي لمكافحة الفساد في 9 ديسمبر من كل عام لنشر الوعي بشأن الفساد.
هاجم الفساد أسس المؤسسات الديمقراطية من خلال تشويه العمليات الانتخابية، وإفساد حكم القانون، وخلق مستنقع بيروقراطي سببها الوحيد هو طلب الرشاوى. إن التنمية الاقتصادية معطلة بسبب عدم تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، وغالباً ما تجد الشركات الصغيرة داخل الدولة أنه من المستحيل التغلب على تكاليف البدء المطلوبة بسبب الفساد.
تاريخ اليوم العالمي لمكافحة الفساد:
في 31 أكتوبر 2003، اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. كما حددت الجمعية يوم 9 ديسمبر كيوم دولي للفساد، لزيادة الوعي بالفساد ودور الاتفاقية في منعه، ولم تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ إلا في عام 2005.
أهمية اليوم العالمي لمكافحة الفساد:
وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، يتم دفع تريليون دولار أمريكي سنوياً كرشاوى بينما يُسرق ما يقدر بنحو 2. 6 تريليون دولار أمريكي سنوياً عن طريق الفساد، وهو مبلغ يعادل أكثر من 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ليس هذا فقط، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تُقدر الأموال المفقودة بسبب الفساد في البلدان النامية بنحو 10 أضعاف مبلغ المساعدة الإنمائية الرسمية.
ويحتل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) موقع الصدارة في هذه الجهود. تتضافر جهود الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمواطنين في جميع أنحاء العالم لمكافحة هذه الجريمة.
موضوع اليوم العالمي لمكافحة الفساد:
موضوع اليوم هو «متحدون ضد الفساد» الذي يركز على الفساد باعتباره أحد أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs). وستواصل دعم خطة عام 2030، التي تشكل العمود الفقري للحملة، وليس هذا فقط، بل سيكون للحملة أيضاً مكون للشباب. إن تعبئة وتمكين الشباب من أجل العدالة أمر أساسي لضمان حلول مستدامة لمكافحة الفساد