أعداء التطعيم وأصحاب “مؤامرة كورونا”.. يكسبون الأموال
قد تبدو نظرية المؤامرة التي تقول إن كورونا غير موجود أبدا مضحكة الآن بعد كل الذي حدث، لكن أصحاب هذه النظرية يشكلون ازعاجا للشرطة والصحة، على الأقل في بريطانيا.
وسلطت شبكة “سكاي نيوز”، الأحد، في تحقيق لها الضوء على الجهات التي تروج لها النظرية وكيف تعمل.
ويقول العاملون في الخدمات الصحية وضباط شرطة في بريطانيا إن الذين ينشرون هذه النظريات الغريبة يمثلون مشكلة حقيقية، خاصة أن الأخبار الكاذبة التي يروجون لها، ستلحق الأضرار بأجيال جديدة.
وذكرت الشرطة أن ثلاثة أرباع الاحتجاجات في بريطانيا يقوم بها معارضو إجراءات الإغلاق، لكن المثير للقلق هو الربع الرابع الذي ينظمه مؤيدو نظرية “وهمية الفيروس” ومناهضي التطعيم.
ثلاث مجموعات رئيسية
وأظهر التحقيق الذي شمل الإنترنت والواقع على الأرض، وجود صفحات ومجموعات لا حصر لها تروج لنظرية المؤامرة بشأن الجائحة، لكن بدا واضحا أن هناك ثلاث مجموعات تهيمن على المشهد.
والمجموعات هي: Stand Up X, Stop New Normal and Save Our Rights UK.
وتسعى هذه المجموعات إلى جني الأموال، وخاصة من خلال التبرعات وعلى سبيل المثال جمع أحد قادة هذه المجموعات مبلغ 45 ألف جنيه استرليني من الجمهور، أي ما يعادل (61 ألف دولار)، وأطلقت مجموعات أخرى منصات للدفع على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويظهر تحقيق “سكاي نيوز”، أن هذه المجموعات تدفع باتجاه مجموعة من نظريات المؤامرة: بعضها يقول إن الوباء أقل ضررا مما يقول العلم، وبعضها ينفي وجود الوباء من أساسه، وبعضها يحذر من “مخاطر اللقاحات”
ومجموعة “Stand Up X” مثلا ينصب تركيزها الأساسي على تنظيم وقيادة المسيرات الأسبوعية ضد الإغلاق في جميع أنحاء بريطانيا.
ويمكن التعرف على عناصر هذه المجموعة من خلال شعارهم البرتقالي بقبضات اليد المتقاطعة التي تشكل شكل X – يصفون أنفسهم بأنهم مضادون للإغلاق ولقاح مضاد لـCOVID.
وأظهر مقطع فيديو فيروسي شاركه موقع Stand Up X أعضاء المجموعة وهم في مواجهة مع متسوقين يرتدون أقنعة في سوبر ماركت في بيكهام ، جنوب لندن ، في أغسطس من العام الماضي.
واكتسبت المجموعة الانتباه من خلال مقاطع فيديو لاحتجاجاتها على شبكات التواصل الاجتماعي، ونشرت بعض وسائل الإعلام.
ومن بين 31 حسابًا نشطًا للمجموعة وجدها التحقيق على “إنستغرام”، تراوح عدد المتابعين من 154 إلى ما يقرب من 24000.
وعلى “تلغرام” وجد التحقيق ما لا يقل عن 44 مجموعة وقناة مرتبطة بالمجموعة بعضوية تتراوح من 34 شخصًا إلى 4700.
وفي سبتمبر 2020، أزال “فيسبوك” صفحة المجموعة المكونة من 40 ألف شخص، ولاحقا أطلقوا صفحة جديدة تضم ما يزيد قليلاً عن 2000 عضو.
سبل عدة لجمع المال
ووجد التحقيق أن المجموعة أطلقت صفحة تبرع على موقع “بي بال” للدفع الإلكتروني، وكتب في الصفحة: ساعدونا على أن ننموا.
ولا يمكن معرفة المبلغ الذي تم جمعه من خلال حساب المجوعة على هذا الموقع.
وتنفي المجموعة رسميا أنها تلقت أي أموال من صفحات تمويل جماعي أخرى، حتى لو كان اسم المجموعة مدرجا في التفاصيل.
لكن أحد أعضائها أطلق طلب تمويل عبر فيسبوك” لتمويل سيارة ونفقات”، لجمع مبلغ (1500 جنيه)، وتم حذف الطلب لاحقا.
وقال أشخاص، بحسب التحقيق، إنهم تبرعوا بأموالها لصالح هذه المجموعة، فيما اتهما آخرون بالخداع ومحاولة كسب المال بصورة غير شرعية.
ولدى المجموعة متجر لبيع الملابس على الإنترنت، تقول إن ريعه يذهب لتمويل المنشورات والمعدات الخاصة بها.