الفيروس والجيوب الفارغة يحددان احتفال التونسيين برأس السنة
على غير عادته في السنوات الماضية، لم يقم حمدي بأي استعدادات للاحتفال برأس السنة الميلادية في تونس، رغم أن هذه المناسبة تحظى باهتمام متزايد في البلد المغاربي.
ودأب التونسيون على الاحتفال برأس السنة، سواء في البيت وسط العائلة أو في أماكن ترفيه بالخارج كالمطاعم والفنادق، لكن وباء كورونا أحدث وضعا آخر.
ويقول حمدي، وهو رجل متزوج وأب لطفلين إن السنة الميلادية الجديدة 2021 تحل في وضع خاص وظروف استثنائية بسبب فيروس “كورونا” المستجد الذي يشهده العالم من جهة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي تعيشها تونس منذ سنوات، من جهة أخرى.
ويضيف في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية:”، “لم نكن نفوت أيا من مظاهر الاحتفاء برأس العام، فهي مناسبة لاستقبال سنة جديدة وإقامة حفلات عائلية بسيطة تتخللها مأدبة عشاء وقطعة مرطبات”.
ثم أضاف أن “الوضع الوبائي الذي تمر به البلاد وتدهور المقدرة الشرائية من جراء الأزمة الاقتصادية والاجتماعية يدفعنا إلى الاكتفاء بسهرة مع الزوجة والأبناء بخلاف السنوات الماضية.”
أجواء عادية
تمثل ليلة دخول السنة الجديدة مناسبة مهمة لدى فئة واسعة من التونسيين، باختلاف شرائحهم الاجتماعية وأوضاعهم المادية، وذلك من خلال اقتناء الحلويات أو إعدادها في البيت، فضلا عن إقامة مآدب العشاء والسهر حتى منتصف الليل لاستقبال أولى لحظات العام الجديد.
وأضحى هذا الاحتفال من الثوابت الراسخة في تقاليد التونسيين في مثل هذه المناسبة، لكن استعدادات استقبال سنة 2021 شهدت تغييرا كبيرا، وسط عزوف عن إقامة الحفلات الخاصة والعامة.
ولا توحي الحركة العادية والبطيئة في شوارع العاصمة تونس، وفي واجهات المحلات التجارية الكبرى ومحلات بيع الهدايا وتحضير المرطبات بأن التونسيين يتأهبون لإقامة الحفلات لاستقبال العام 2021، وبات واضحا أن الإجراءات الوقائية الصارمة التي فرضتها وزارة الصحة لتفادي العدوى بفيروس كورونا لعبت دورا كبيرا في اقتصار مراسم الاحتفال برأس العام على نطاق ضيق.
وفيما كانت محلات بيع المرطبات والحلويات تشهد اكتظاظا غير عادي في مثل هذا الوقت من كل عام، تعاني نقصا كبيرا في الحجوزات، خلال هذه السنة، بحسب مسؤولة المبيعات بإحدى أكبر محلات توزيع المرطبات في قلب العاصمة تونس.
وتقول المسؤولة عن المبيعات إن “طلبات اقتناء قطع المرطبات التي تعد من المكونات الرئيسية للاحتفال بحلول السنة الإدارية تضاءلت هذا العام، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، وفرض الحجر الصحي ومنع أية تظاهرات احتفالية لاستقبال العام الجديد”.
إجراءات صارمة
وفرضت الإجراءات الوقائية التي أقرتها السلطات الرسمية على عدد كبير من التونسيين إلغاء التظاهرات الاحتفالية برأس السنة الإدارية، في إطار الوقاية من فيروس كورونا.
وقالت رئاسة الحكومة في تونس، في بيان أصدرته الأسبوع الماضي، إنها قررت مواصلة تطبيق الإجراءات العامة المتخذة بداية شهر ديسمبر الجاري، والالتزام بتطبيق كل الإجراءات الوقائية الصحية حتى يوم 15 يناير 2021 مع مواصلة تطبيق حظر التجول، بداية من الساعة الثامنة مساء ومنع التنقل بين المحافظات، إلا في الحالات الاستثنائية والطارئة.
موازاة مع ذلك، أقرت السلطات منع جميع التجمعات والتظاهرات والحفلات العامة والخاصة، بما في ذلك الاحتفالات برأس السنة، نظرا إلى تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا وتزايد عدد المصابين به.
من جهته، أكد جابر بن عطوش، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، أن الكثيرين ألغوا حجوزاتهم المقررة للاحتفال برأس السنة، وذلك تبعا لقرارات الحكومة ووزارة الصحة بمنع التظاهرات العامة والخاصة، خلال نهاية العام الجاري.
وفي تصريحات نقلتها إذاعة “شمس “إف إم” الخاصة، قال بن عطوش: “، “وكالات الأسفار لم تتلق إشعارا رسميا من وزارة السياحة بخصوص إيقاف النشاط وإلغاء حفلات رأس السنة، لكن رغم ذلك، فقد قرر الآلاف إلغاء حجوزاتهم بعد بيان الحكومة التونسية”.
واعتبر رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أن وزارة السياحة هي المتسببة بإلغاء العديد من الحجوزات المقررة، خلال رأس السنة، وبالخسائر التي ستلحق بالوكالات من جراء ذلك.