اتحاد المسلمين الكوريين يصدر بيانا بشأن أوضاعهم
قال اتحاد المسلمين الكوريين في سيئول إن عدد الذين يدينون بالإسلام في كوريا الجنوبية يزداد ارتفاعا حيث يبلغ أكثر من 260 ألف مسلم.
من بين هذا العدد يوجد 60 ألفا من الكوريين، بزيادة حوالي 5 آلاف خلال السنوات الـ 5 الأخيرة. غالبية المسلمين الكوريين اكتشفوا الإسلام خلال إقامتهم وعملهم في دول عربية، لا سيما في المشرق العربي، خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ليشهد عددهم ارتفاعا متواصلا منذ تلك الفترة. وأصبحت كوريا الجنوبية تحتوي حاليا على 16 مسجدا و80 مصلى صغيرا، أغلبها في عاصمة البلاد والمدن الرئيسية.
تعرفت جونغ، البالغة 30 عاما من العمر،على الإسلام بمخالطتها طلابا مسلمين في الجامعة في بلادها، وقررت اعتناق هذا الدين. وتعتقد هذه المسلمة الكورية الجنوبية أنها مقصرة في تدينها لعدم ارتدائها الحجاب، حيث تقول بشأنه: “أعرف أن الحجاب واجب للنساء حسب الشريعة الإسلامية، غير أنني مضطرة لعدم ارتدائه لأنه يلفت النظر، كما أنني تعرضت للتمييز بسببه”.
أما تشوي فقررت التخلي عن ديانتها المسيحية وفق المذهب الكاثوليكي لتعتنق الإسلام سنة 2007، الذي اكتشفته في عملها عبر الزملاء المسلمين، محدثة صدمة داخل أسرتها التي لم تتقبل في البداية هذا التحول المفاجئ. كان والداها يعتبران الإسلام “دينا غريبا” و”دينا منحرفا”، على حد قولها، لكنهما انتهيا إلى تقبل الأمر تدريجيا، بعدما اطمئنانهم على سلوكها الذي لم يصبح “غريبا” مثلما تصورا. تقول تشوي إنهما يساعدانها في تحضير الطعام الحلال. وإذا كانت تشوي، التي تشتغل مترجمة، تعيش حياتها بشكل طبيعي كمسلمة في بلدها، إلا أنها تجد صعوبة في الحصول على الأكل الحلال.
في المقابل، تديّنَ مون سونغ جو، البالغ من العمر 41 عاما، بالإسلام عن طريق والده الذي أسلم عندما كان يعمل مسؤولا إعلاميا في السفارة الكورية في المملكة العربية السعودية، وأصبح في وقت لاحق أول إمام كوريا في جامع سيئول المركزي. وبالتالي، فإن مون نشأ نشأة إسلامية كاملة الاندماج في بيئته الكورية لتقبلِ محيطه في المؤسسات التعليمية والبيئة الاجتماعية انتماءه للعقيدة الإسلامية.لكن، يوضح مون، “من الكذب أن أقول إنني كنت أشعر بالارتياح بشكل مطلق. في الحقيقة، يستغرب الناس عندما أخبرهم أنني مسلم، أحاول العيش بطريقة مرنة في كوريا”، لأن مجتمعه ليس “مجتمعا إسلاميا، ولا أواجه صعوبة في التعامل مع الآخرين في العمل”.
على غرار والده، مرَّ مون بتجربة العمل خارج بلاده حيث اشتغل في تونس كموظف لدى شركة كورية، وتزوج من امرأة تونسية تشتغل بالترجمة والتسويق لدى شركة هواتف، استقرت معه بشكل دائم لاحقا في كوريا الجنوبية. غير أنها تشعر بالضيق أحيانا، على حد قوله، بسبب الآراء السلبية ضد الإسلام في هذا البلد.
اليوم، أصبح يوجد في كوريا الجنوبية شباب مسلم يحظى بشهرة كبيرة على غرار سونغ بو- را ، نجمة مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابع حسابها على انستغرام أكثر من 200 ألف شخص. ولها تأثير واسع في أوساط المسلمات عبر العالم المعجبات بأفكارها المبتكرة في أساليب ارتداء الحجاب والتنسيق بينه وبين الزي الكوري التقليدي والنظارات الشمسية والفساتين وغيرها من الأزياء. لكنها لا تخفي انزعاجها من عدم تسامح بعض التعليقات التي تصلها يوميا من نوع “جميع الإرهابيين مسلمون”.
أما من الرجال، فالنجم هو إمام مسجد إنتشون للسلام، بارك دونغ-شين، المسلم منذ عام 2009، والذي يتابعقناته على اليوتيوب حوالي 132 ألف شخص، ويفوق عدد متابعي حسابه على الفيسبوك 200 ألف متابع.وهو ممثل “جمعية السلام الإسلامية الكورية” التي تسعى لنشر أفكار تعارض التطرف الديني والإرهاب وتدعو إلى التعايش والسلام.
ومع ارتفاع عدد المسلمين في كوريا الجنوبية، بدأت تظهر النوادي والجمعيات التي يُنشئها المسلمون، لا سيما في الجامعات، مثلما أبدت بعض مؤسسات البلاد انفتاحا على المسلمين يعكسه توفير الأكل الحلال في عدد من الجامعات، على غرار جامعة هانيانغ، التي كانت السبّاقة إلى فتح مطعم للأكل الحلال في عام 2013، وتلتها جامعة سيجونغ وإيهوا وكيونهي، لتلتحق بها جامعة سيئول بتوفير الوجبات الحلال في مطعمها منذ عام 2018، وهو ما لم تفعله جامعات أوروبية عديدة حتى الآن.
المصدر: وكالة يونهاب.