مستقبل زيدان مع ريال مدريد على المحك
ألجيريان إكسبرس: مستقبل زيدان في قيادة ريال مدريد أصبح معلقًا، بعد الأداء الباهت، والنتائج المخيبة أمام إلتشي وأوساسونا، مرورًا بتوديع كأس السوبر، وأخيرًا فضيحة كأس ملك إسبانيا.
يعاني ريال مدريد ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان من خيبات أمل متعاقبة في موسم 2020-2021، وفي لعبة عاطفية ومتقلبة مثل كرة القدم، فإن النادي الملكي يعاني مرحلة جديدة من الانهيار، وهو ما يعد زيزو إلى حافة الهاوية من جديد.
الحالة التي يعيشها ريال مدريد، والوضعية المعقدة ليست جديدة بالنسبة للمدرب الفرنسي، وهرب منها بالفعل عدة مرات في الماضي، لكن إدارة النادي الملكي، كل زلة جديدة تؤثر سلبًا على مستوى الثقة في زيدان.
وجاءت هزيمة ريال مدريد بنتيجة 2-1 أمام ديبورتيفو ألكويانو، نادي الدرجة الثالثة، في دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا، وتوديع البطولة مبكرًا، لتضع زيدان من جديد في أزمة، وتثير التوتر حول شخصيته وطريقة إدارته للفريق، ويبدو أن مستقبله عاد من جديد ليصبح على المحك.
زيدان تجنب بالفعل مواقف مماثلة في الماضي، نقول مماثلة لكن غير متساوية، لأنه في الحقيقة لم يحدث من قبل وخسر الفرنسي من فريق من الدرجة الثانية، ناهيك عن فريق في الدرجة الثالثة، وفي كأس ملك إسبانيا، وكانت أندية سيلتا فيجو وليجانيس وريال سوسيداد هي من قامت بإقصائه من البطولة سابقًا، وجميعها في دوري الدرجة الأولى، وفيدوري أبطال أوروبا فريق مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا كان الفريق الوحيد الذي تمكن من إقصائه، وقبل أيام قليلة ودع منافسات كأس السوبر الإسباني بالخسارة أمام أتلتيك بيلباو، والذي انتهى به المطاف متوجًا باللقب على حساب برشلونة.
وخلال فترة زيدان الأولى مع ريال مدريد، ورغم خيبات الأمل المؤقتة الصغيرة، ولحظات الابتعاد عن صدارة الدوري الإسباني، تمكن زيدان من الحفاظ على استقامة السفينة، خاصة في أوروبا بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات على التوالي.
لكن مرحلة زيدان الثانية مع ريال مدريد تتسم بعدم الاستمرار، وعاد اسم جوزيه مورينيو يتردد أكثر من مرة على مكاتب ريال مدريد، خاصة بعد الهزائم أمام باريس سان جيرمان وريال مايوركا في الموسم الماضي، وفي الموسم الحالي تأزم وضع زيدان أكثر خاصة مع الترنح في دوري أبطال أوروبا، لدرجة التفكير في إقالته إذا لم يتأهل إلى الدور الثاني، والذي كان يمكن أن يحدث حتى الجولة السادسة، لكن زيدان وفاءً لتقاليده، فاز في الجولة الأخيرة، ودخل الأدوار الإقصائية للبطولة متصدرًا لمجموعته.
لانتصار على بوروسيا مونشنجلادباخ في آخر جولات دوري أبطال أوروبا، سبقه انتصار مذهل على إشبيلية على ملعبه، وكانت تلك بمثابة أفضل لحظات ريال مدريد في الموسم الحالي، والتي حقق خلالها ستة انتصارات متتالية ضد إشبيلية، بوروسيا، أتلتيكو مدريد، أتلتيك بيلباو، إيبار، غرناطة، بأداء هجومي مميز، ودفاع صلب، لكن مع آخر مباراة في عام 2020 عادت الأمور لتتأزم، بعد تعادل مخيب مع إلتشي ثم انتصار صعب أمام سيلتا فيجو، وأخيرًا تعادل أمام أوساسونا، حيث اشتكى زيدان من أرضية الملعب، وعدم تأجيل المباراة، الآن هزيمتين أمام أتلتيك بيلباو، وألكويانو، وبفوز واحد فقط في آخر 5 مباريات، ليعود ريال مدريد إلى الأزمة مرة أخرى.
زيدان لم يغير خطابه، على الرغم من حقيقة أنه في الماضي وفي سيناريو مشابه، ودع كأس الملك أمام ليجانيس في موسم 2017-2018، واستقال في نهاية الموسم رغم فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي، وقال زيدان: «عندما تخسر، هناك دائمًا أشياء يتم الحديث عنها، أتحمل المسئولية، وسيحدث ما سيحدث، أنا هادئ».
ومع توديع الكأس، لا يمتلك ريال مدريد سوى بطولتين فقط يمكنه المنافسة عليهما في موسم 2020-2021، ويمكن التمسك بهما لإنهاء الموسم بطرقة أفضل، البداية من الدوري الإسباني، حيث يتفوق أتلتيكو مدريد بفارق 4 نقاط ويمتلك في رصيده مباراتين أقل من الملكي، ودوري أبطال أوروبا، والذي يتوقع فيه الرأي العام أن الفريق الأبيض لن يتمكن من تخطي عقبة الدور ربع النهائي.
زيدان ومعضلة اللاعبين الشباب
غضب إدارة النادي من زيدان بسبب النتائج يوازي غضب الجماهير، ولكن عندما يفوز الفرنسي يكون ظاهرة، وحين يخسر، لا يكون الأمر كارثيًا.
ومع ذلك، في ريال مدريد يفكرون بذهول في إدارة اللاعبين التي يقوم بها المدرب، خاصة حول بعض الأسماء التي تم ضخ استثمارات ضخمة للتعاقد معه، والتي تعد مهمشة مع زيدان، ميليتاو على سبيل المثال جاء إلى «سانتياجو بيرنابيو» مقابل 50 مليون يورو، وحصل فقط على 344 دقيقة لعب خلال الموسم الحالي.
لوكا يوفيتش هو الآخر، خرج من خطط زيدان تمامًا، لدرجة إعارته إلى نادي آينتراخت فرانكفورت الألماني، وفي أول 30 دقيقة له في ناديه القديم سجل هدفين.
ثم هناك مارتين أوديجارد، الحالة الأخيرة، الذي بدأ المشاركة لكنه أصبح فجأة خارج خطط زيدان، لدرجة أن صبره نفذ من الانتظار وطلب الرحيل، وبوجود ريال سوسيداد وآرسنال على قائمة الأندية التي تريده، فإنه قد يرحل على سبيل الإعارة في يناير.
ويعد هذا الثلاثي من أصول النادي التي لم يستغلها زيدان، مما يؤثر على قيمتها في السوق سلبًا، الأمر الذي يوسع المسافة بين المدرب وإدارة النادي، برئاسة فلورنتينو بيريز.
الجانب المشرق، هو أن الخسارة من ديبورتيفو ألكويانو وتوديع كأس ملك إسبانيا، جعلت جدول ريال مدريد أقل ازدحامًا، وستساعد زيدان ورجاله على إعادة شحن بطارياتهم لمحاولة العودة في الدوري الإسباني، ووضع كامل تركيزهم في دوري أبطال أوروبا.
وبداية من يوم السبت، عندما يتوجه ريال مدريد لمواجهة ألافيس، الذي فاز على الملكي في ملعب «ألفريدو دي ستيفانو» في وقت ليس ببعيد، ويمتلك تاريخًا في القتال على ملعبه ضد «الميرنجي» في المواسم الأخيرة، وهزيمة جديدة في «مينديزوروزا» ستزيد من سمية الأجواء التي تحيط بالهواء الذي يتنفسه زيزو في عام 2021 المؤسف.
ALGERIAN EXPRESS