«جوزات السفر الخضراء» تعطي أملاً بعودة الحياة الطبيعة وتثير المخاوف

ألجيريان إكسبرس: قالت حكومات إن الوثائق التي يطلق عليها بعضهم «جوزات السفر الخضراء» التي تثبت تعاطي اللقاح يمكن أن تمهد الطريق للتعافي من جائحة «كورونا» التي أعاقت اقتصاديات كثير من الدول، وتسببت في وفاة ما يقرب من 2.5 مليون شخص حتى الآن.

ولكن شبكة «إيه بي سي» الأميركية حذرت من أن تلك الوثائق يمكن أن تزيد تقسيم العالم على أسس الثروة وامتلاك اللقاحات، مما يخلق قضايا أخلاقية ولوجيستية تثير قلق صانعي القرار في العالم.

ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن اللقاح غير متوفر للجميع في العالم، سواء بسبب الكمية المعروضة أو التكلفة، فيما لا يريد بعض الناس تلقيه لأسباب مختلفة.

ونقلت الشبكة عن لورانس جوستين، الأستاذ بجامعة جورج تاون مدير المركز التعاوني لمنظمة الصحة العالمية بشأن قانون الصحة الوطني والعالمي، قوله إن «المبدأ الأساسي لحقوق الإنسان هو الإنصاف وعدم التمييز».

وذكر أن «هناك أزمة أخلاقية ضخمة على الصعيد العالمي لأن الدول ذات الدخل المرتفع، مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي، من المحتمل أن تتحقق لديها مناعة القطيع بحلول نهاية هذا العام، ولكن في دول أخري لن يتم تطعيم معظم الناس خلال سنوات كثيرة»، وتساءل: «هل نريد حقاً إعطاء الأولوية للأشخاص الذين لديهم بالفعل كثير من الامتيازات؟!».

وقالت «إيه بي سي» إن هذا التساؤل يلاحق المجتمع الدولي، حيث بدأت الدول الأكثر ثراء في اكتساب قوة ضد فيروس «كورونا» عبر امتلاك اللقاحات. وأوضحت أنه تم تشكيل مبادرة في أبريل (نيسان) من قبل منظمة الصحة العالمية، أطلق عليها «كوفاكس»، بهدف إيصال اللقاحات إلى الدول الفقيرة في الوقت نفسه تقريباً الذي تنظم فيه الدول الغنية حملات التطعيم، ولكن هذا الهدف لم يتحقق، حيث قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، هذا الأسبوع، إن 80 في المائة من 210 ملايين جرعة تم إعطاؤها لـ10 دول فقط.

وكانت غانا أول دولة من بين الـ92 دولة المشاركة في المبادرة الأممية التي تحصل على اللقاحات المجانية، حيث تلقت (الأربعاء) 600 ألف جرعة من بين ملياري جرعة تهدف منظمة الصحة إلى توزيعها هذا العام.

ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن الدول الغنية، مثل بريطانيا، بدأت الحديث عن أنها تدرس إمكانية إصدار «شهادة» يمكن استخدامها من قبل منظمي الفعاليات الكبرى، حيث تستعد لتخفيف قيود الإغلاق هذا العام.

وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون: «لا يمكننا التمييز ضد الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على اللقاح لأي سبب من الأسباب».

وتسارع كثير من الدول في أوروبا لتطوير أنظمة اعتماد اللقاحات الخاصة بها للمساعدة في إحياء موسم السفر خلال الصيف، مما يولد خطراً يتمثل في عدم عمل الأنظمة المختلفة بشكل صحيح عبر حدود القارة.

وقال أندرو باد، الرئيس التنفيذي لشركة القياسات الحيوية للوجه (iProov) التي تختبر تقنية جواز سفر التطعيم الرقمي في المملكة المتحدة إن التحديات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقانونية أكبر من التحديات الفنية بشأن تلك الوثائق، وتابع: «كيف نوازن بين الحقوق الأساسية للمواطنين والفوائد التي تعود على المجتمع؟».

ALGERIAN EXPRESS

المصدر
وكالات
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق