الصحراء الغربية: المغرب يستخدم بطاقة الهجرة غير الشرعية للضغط على إسبانيا
يستخدم المغرب بطاقة الهجرة غير الشرعية للضغط على إسبانيا للاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، حسبما أشار إليه يوم الثلاثاء الموقع الاخباري المتخصص في الشأن العربي “أوريونت 21” نقلا عن دبلوماسيين.
وأكد الموقع : “تود الرباط أن تحذو الدول الأوروبية حذو الولايات المتحدة الأمريكية (…). ولا تتردد في استعمال كل الوسائل لهذا الغرض، بما في ذلك ربما فتح المجال أمام الهجرة غير الشرعية نحو جزر الكناري الإسبانية”.
وقد جاء اعلان الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية في 10 ديسمبر الماضي حول الاعتراف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية مقابل تطبيع علاقات الرباط مع الكيان الصهيوني حليف الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر الموقع أنه في عام 2020، وصل إلى الأرخبيل 23 ألف و23 مهاجرا غير شرعي عن طريق البحر، وعلى الخصوص خلال الثلاثي الأخير. يزيد هذا الرقم بنسبة 757 في المائة مقارنة بـ2019. ويمثل المغاربة الأغلبية البسيطة منهم. وقد غادروا -مثل عدد لا بأس به من سكان جنوب الصحراء- انطلاقا من سواحل الصحراء الغربية، وهي ظاهرة غير مسبوقة، بينما كانت قوارب المهاجرين غير الشرعيين تبحر في الغالب من موريتانيا والسنغال خلال أزمة الهجرة السابقة في 2006.
وأوضح كاتب المقال أن مواصفات المهاجرين المغاربة الذين نزلوا بالجزر تختلف عن أولئك الذين يعبرون مضيق جبل طارق (3850 مهاجرا سنة 2020) ليلتحقوا بشبه الجزيرة الإيبيرية. فهم أكبر سنا بقليل وغالبا ما تجدهم عملوا في المغرب في المطاعم أو القطاع السياحي ويمتلكون أحيانا جواز سفر لامع جديد. هم عاطلون عن العمل منذ عدة أشهر بسبب الأزمة الناجمة عن الوباء وقد خاطروا بالمغامرة في عبور الأطلسي. وقد كانت الداخلة المحتلة نقطة انطلاق 68 في المائة منهم في نهاية ديسمبر، بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود فرانتاكس.
ويتساءل الدبلوماسيون الإسبان الذين يتابعون الملف المغربي عن قرب عما إذا كان لا يجب إضافة سبب آخر إلى التفسير الاقتصادي البحت للهجرة نحو جزر الكناري.
وأشار المقال أن الرباط هي التي تسمح لمواطنيها بالذهاب انطلاقا من الصحراء الغربية قصد انتزاع التفاتة دعم لعرضها بالحكم الذاتي من إسبانيا، خلافا للوائح الأمم المتحدة التي تكرس للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير.
كما ذكر المقال، من جهة أخرى، بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الدبلوماسية المغربية ناصر بوريطة في 15 يناير الماضي حول الموقف الأوروبي حيال مسألة الصحراء الغربية التي أكد فيها أنه “على أوروبا أن تخرج من منطقة الراحة وتتبع ديناميكية الولايات المتحدة (…) يجب أن يكون جزء من أوروبا أكثر جرأة لأنه قريب من هذا النزاع”.
ALGERIAN EXPRESS